تحرّكت سفن الحرية اتجاه غزة بهدف كسر الحصار
البحري عليها وإيصال الرسالة إلى المجتمع الدولي وحكوماته وكان مفاد الرسالة أننا
لن نقبل التعامل اللا إنساني للمحاصَرين في قطاع غزة، منهم من نجح بالوصول وإيصال
الرسالة، وغالبهم نجح في إيصال الرسالة وإن لم يصل شاطئ غزة، ومنهم من دفع الضريبة
دماء، ثمناً لإيصال صوت المظلومين والمضطهدين في غزة، فعانقت دماؤهم مياه البحر
كعطر زاد نقاء البحر جمالاً، وصعد الشهداء ليتلقى الحصار المفروض على غزة بدمائهم
النازفة ضربة في مقتل، ووصل العالم أن هنالك أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني
يعيشون ظروفاً لاإنسانية بسبب احتلال عنصري تفوّق على النازية ونظام الفصل العنصري
في جنوب أفريقيا.
اليوم ازاد القمع واشتدّ الأذى بمسلمي بورما، وسالت
دماؤهم أنهاراً، حرقٌ للبيوت وقتلٌ للشيوخ والأطفال والنساء قبل الشباب، وتقييدٌ
لحركة الزواج والمواليد والعبادة في انتهاك صارخ لكافة مواثيق حقوق الإنسان
المنصوص عليها وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية الأخرى بهذا
الصدد، وتعرض المسلمين في مينمار لأبشع أنواع التطهير العرقي في ظل جهل أممي
بوضعهم ومأساتهم، ورغم قدم المأساة إلاّ أن مساحة الحرية التي أُتيحت بعد ربيع
الثورة العربية والثورة التكنولوجية العالمية جعلت العالم العربي والاسلامي يسمع لأول
مرة عن اضطهاد مسلمي مينمار ومأساتهم وبدء التفاعل معهم ومع مأساتهم، فهبّ العلماء
وبعض رجال الساسة لتسليط الضوء عليها والوصول لتلك البلاد بغرض تقديم المساعدة
والإطلاع على الأوضاع وممارسة الضغط على حكومة مينمار علّها تُوقف قمعاً يُمارس
وقتلٌ وحشي يُنفذ برعايتها وتحت قيادة جيشها.
كان لابد من التفكير بطرق إبداعية وجريئة لتسليط
الضوء على الجريمة هناك وكان القرار من المجلس الاستشاري للمؤسسات الإسلامية
الماليزية "مابيم" باستلهام تجربة قوافل كسر الحصار عن غزة البرية
والبحرية والإعلان عن تسيير سفينة الحرية لمينمار لإيصال صوت المظلومين والمضطهدين
للعالم قبل إيصال المساعدات لمن يتعرض للذبح يومياً.
منذ الإعلان توافدت طلبات المشاركين للتسجيل في
سفينة الحرية ووصل عددهم حتى اللحظة 1400 متطوع من بلدان عدة جمعتهم الإنسانية
والمطالبة بالعدالة للجميع والسعي لضمان الحق في الحياة والعيش بكرامة.
التجربة القديمة الحديثة ستخترق حصار ظالم مفروض
على المسلمين في مينمار سواء وصل المتطوعون أم لم يصلوا وستعمل على تعزيز الوعي
بقضية المسلمين هناك، وتعلن رفض المتطوعين والذين يمثلون دولاً عدة المعاملة
الوحشية التي يتلقها المسلمين هناك، وتؤكد أن أخوة الإنسانية ترفض إهانة الشعوب
مهما كانت ديانتها ومهما كان عرقها فالإنسانية تجمعنا.
سيُبحر المتطوعون ضمن سفينة الحرية لكسر الحصار عن
المسلمين في بورما وأمامهم رحلة بحرية لمدة أربعة أيام ذهاباً يواجهون فيها مخاطر
البحر وتقلبه ومن ثم مواجهة الحكومة الفاشية هناك وخياراتهم الشهادة أو السجن
والتعذيب ومن ثم النفي أو إيصال المساعدات وهم مصرون على إيصال الصوت ومن ثم
المساعدات.
وعلى من يقرأ هذه السطور أن يناصر أولئك الذين
تركوا كل شئ ويستعدون مواجهة المخاطر في سبيل تأكيد إنسانيتهم كلٌ حسب استطاعته،
فالحكومات مُطالبة بتوفير الحماية الدولية لهذه الرحلة وضمان عدم المساس بهم من
قبل الحكومة بمنيمار.
والإعلام مطالب بمواكبة التحرك وإرسال وفود صحفية
مع بث مباشر كما كان يحدث مع سفن الحرية القادمة لغزة للمساهمة في نشر الرسالة
والتأكد من أن جهود المتطوعين وتضحياتهم لم تذهب سدى.
وعلى الشباب غير المشارك أن يقوم بتطويع
التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار وتحركات السفينة والأحداث
الجارية للسفينة وركابها حتى انتهاء المهمة وايصال المساعدات.
م. محمد يوسف حسنة
أحد المتطوعين المشاركين في سفينة الحرية لبورما.
0 comments:
Post a Comment